الأدلة من الآثار الواردة عن الصحابة على عدم كفر تارك الصلاة
حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ
وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ
يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ لَهُ صِلَةُ مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا
كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ثَلَاثًا .."[1]
فهذا الحديث نص في أنهم لم يكفروا مع تركهم الصلاة ، كما أننا لا نعلم في عصر من الأعصار أحداً من تاركي الصلاة ترك غسيله
والصلاة عليه ودفنه مقابر المسلمين ولا منع ميراثه ولا فرق بين زوجين لترك الصلاة ولو كان كافراً لثبتت هذه الأحكام
وذهب بعض الفقهاء إلى أن تارك الصلاة يعزر و لا يقتل ردة، وقيل يسجن و قيل يضرب حتى يصلي
قال بذلك: أبو حنيفة وأصحابه ، والثوري والمزني من الشافعية ، و داود الظاهري
و مروي عن بعض التابعين كسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز والزهري
وقال البعض لا يكون كافرا حتى يصر على تركها، وقال البعض لا يكون كافرا حتى يموت على تركها
وذهب بعض الفقهاء إلى أن تارك الصلاة لا يكون كافرا و لو مات مصرا على الترك إلا إذا دعي إلى فعلها وهدد بالقتل
فاختار القتل على الصلاة وممن قال بذلك الألباني (سلسلة الأحاديث الصحيحة)
وقال بعض الفقهاء يكون كافرا و يقتل مرتدا إلا أنه لا يخلد في النار ومن القائلين بذلك الشوكاني في نيل الأوطار
[1] ( سنن ابن ماجه – ك الفتن – باب ذهاب القرآن والعلم )