الكريم الاكرم |
الكريم الأكرم قال الله عزوجل : ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) { الانفطار6 } أما اسمه سبحانه ( الأكرم ) ففي قوله عز وجل : ( اقرأ وربك الأكرم ) { العلق3 } المعنى في حق الله (الكريم) : الذي يبدأ النعمة قبل الاستحقاق ، ويتبرع بالإحسان من غير استثابة ، ويغفر الذنب، ويعفو عن المسيء. و(الكريم) هو البهي الكثير الخير العظيم النفع ، وهو من كل شيء أحسنه وأفضله ، والأكرم هو الأفعل من الكرم ، وهو كثرة الخير، ولا أحد أولى بذلك منه سبحانه ، فإن الخير كله بيده و منه ، والنعم كلها هو موليها ، والكمال كله والمجد كله له ، فهو الأكرم حقاً . من آثار هذين الاسمين الكريمين * إن الكريم هو الكثير الخير . *و الكريم هو الدائم بالخير . * والكريم هو الذي يَسهُل خيرهُ ، ويقربُ تناول ما عنده . * والكريم هو المنزَّه عن النقائص والآفات . * والكريم بمعنى المُكرِم، فمن المكرمُ إلا الله تعالى؟ فمن أكرمه الله أُكرِمَ ومن أهانه أُهين. * والكريم هو الذي لا يتوقع عِوًضا . * والكريم هو الذي يعطي لغير سبب . * والكريم هو الذي لا يبالي من أعطى . * والكريم هو الذي يُعطي من احتاج ومن لا يحتاج . * والكريم هو الذي لا يُخصُّ بكبير من الحوائج دون صغيرها . * والكريم هو الذي إذا وعد وَفَّى . *والكريم هو الذي لا يُضيع من التجأ إليه . *والكريم هو الذي إذا أعطى زاد على المُنَى . من آثار الإيمان بهذين الاسمين الكريمين أولاً : محبته سبحانه وتعالى على كرمه وجوده ونعمه ، التي لاتعد ولا تحصى ، والسعي إلى تحقيق هذه المحبة بشكره سبحانه بالقلب واللسان والجوارح ، وإفراده وحده بالعبادة. ثانيًا : الحياء منه سبحانه والتأدب معه ورجاؤه ، فمع كثرة معاصي عباده ؛ فإنه لم يمنع عنهم عطاءه وكرمه و جوده ، وهذا الكرم العظيم يورث في قلب العبد المؤمن حياء وانكسارًا وخوفًا ورجاءً وبعدًا عما يسخطه سبحانه وتعالى. ثالثًا : التعلق به وحده سبحانه ، والتوكل عليه وتفويض الأمور إليه ، وطلب الحاجات منه وحده سبحانه ؛ لأنه الكريم الذي لا نهاية لكرمه ، والقادر الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، الحي الذي لا يموت . رابعًا : التخلق بخلق الكرم، والتحلي بصفة الجود والسخاء على عباد الله تعالى، فإن الله عز وجل كريم يحب من عباده الكرماء، الذين يفرج الله بهم كرب المحتاجين ويغيث بهم الملهوفين؛ وخلق الكرم الذي يحبه الله تعالى ليس في الإسراف والتبذير وتضييع الأموال وإنما هو التوسط بين الإسراف والتبذير، وبين البخل والشح . خامسًا : كثرة دعاء الله وإحسان الظن به تعالى ، وطلب الحاجات منه سبحانه ،مهما كان قدر هذه الحاجات ، وتأخير أو منع إجابة الدعاء وقضاء الحاجة لايقدح في كرم الله سبحانه و جوده ، بل إن منعه سبحانه قضاء حاجة عبده المؤمن هو في ذاته كرمٌ منه سبحانه ورحمة ، إذ قد يكون في قضاء الحاجة التي يلح العبد في قضائها هلاك له في دينه أو دنياه . سادسًا : المُكرَم من أكرمه الله تعالى بالإيمان والهدى، ولو كان فقيرًا مبتلى ، والمهان من أهانه الله تعالى بالكفر و الفسوق والعصيان ولو كان غنيًا ووجيهًا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * نقلا عن كتاب " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " عبد العزيز بن ناصر الجليل بتصرف |
|
الوصلات الاضافية | ||||
عنوان الوصلة | استماع او مشاهدة | تحميل |
المادة السابق | المواد المتشابهة | المادة التالي |
جميع الحقوق محفوظة © موقع هدي الله الإسلامي -2016-2024