تعريف بالأضحية ودليل مشروعيتها

الأضحية شعيرةٌ من شعائر الله التي يعظمها المتقون لقوله تعالى: " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ "(32) الحج.

وهي سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم التي داوم على الالتزام بها ، وفيها توسعة على المساكين والفقراء في العيد و صلة للأقارب و الإخوان وبذل للمال في طلب رضوان الله عز وجل ، فضلا عن الامتثال لأمر الله وشكر لأنعمه ، وفيها أيضاً إحياءٌ لفداء إسماعيل بالذبح العظيم.

• تعريف الأضحية:

ما يذبح من النعم تقربا إلى الله تعالي في أيام النحر ( من يوم عيد الأضحى إلى آخر أيام التشريق على مذهب الشافعية أو إلى ثاني أيام التشريق على مذهب الجمهور) و هي مأخوذة من الضحوة وكأنها سميت بأول أزمنة فعلها وهو الضحى .

• دليل مشروعيتها:

الأضحية شرعها المولى سبحانه لمن قبلنا ، لقوله تعالى :

( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ) سورة الحج الاية 34 ،

وهي مشروعة في شرعنا بكتاب الله و سنة رسول الله صلي الله عليه و سلم وبإجماع الأئمة.

فمن الكتاب :

فيقول سبحانه وتعالي " وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا القَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ" (37)الحج .

ولقوله سبحانه وتعالي " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ " الكوثر .

وأما من السنة :

فقد استفاضت الأحاديث بمشروعيتها ، كحديث البراء بن عازب رضى الله عنه قال صلي الله عليه و سلم :

" أن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر من فعله فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شئ "

(خ -ك الأضاحي - باب سنة الأضحية - ح 5545 ) .

وحديث انس بن مالك رضى الله عنه :

" كان النبي صلي الله عليه و سلم يضحي بكبشين وأنا بكبشين " .

(البخاري - ك الأضاحي -باب الاضحي والمنحر بالمصلي ).

وجاءت بها السنة النبوية الفعلية:

فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه صلى الله عليه وسلم لما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه قال : " ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين ، فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما يسمِّي ويكبر فذبحهما بيده" .

وأما الإجماع:

فقد اجمع المسلمون على ذلك من لدن النبي صلي الله عليه و سلم إلى أيامنا هذه على مشروعية الأضحية ولم ينقل خلاف ذلك عن احد.