تعريف الصلاة على الغائب
صلاة الغائب هي صلاة الجنازة مع كون الميت غير حاضر أي غائب ومن هنا سميت صلاة الغائب .
الأصل في صلاة الجنازة: أن تكون على ميت حاضر موجود بين يدي الإمام والمصلين ويكون الميت موضوعاً على الأرض تجاه القبلة.
صلاة الغائب
انتشر في مصر صلاة الغائب في مناسبات كثيرة عند وفاة شخص أو أشخاص في بلاد أخرى ، كما حدث عند وفاة شيخ الأزهر السابق الشيخ
محمد سيد طنطاوي الذي توفي بالمملكة السعودية وأقيمت صلاة الجنازة عليه هناك ، ورغم ذلك أقيمت صلاة الغائب عليه بمصر .
وحينما مات بعض المسافرين في حادث طائرة صلى عليهم بعض الناس صلاة الغائب .
وبعد ثورة 25 يناير 2011 بعام – وفي إحياء ذكراها - خرج عشرات الآلاف يصلون على من مات في هذه الثورة صلاة الغائب .
وفي فلسطين ويشاركهم في ذلك في كثير من الأحيان العديد من بلاد المسلمين يصلون صلاة الغائب على الذين قتلوا بأيدي الكيان الصهيوني ، ولما كانت صلاة الغائب في حقيقتها هي صلاة جنازة ، ولكن دون وجود الجنازة ، بل غنه كلما مات أحد من الناس كان يعمل في الخارج اجتمع أقاربه في بلدته وحشدوا الأهل والأصدفاء والجيران لصلاة الغائب على ميتهم .
ولذا فإن الكلام عليها يستلزم أن نبين بعض الأحكام المتعلقة بصلاة الجنازة ، ثم نعرض للأحكام المتعلقة بصلاة الغائب وذلك فيما يلي :
- الموت كتبه الله سبحانه وتعالى على كل نفس :
فالموت كتبه الله سبحانه وتعالى على كل نفس، فلا ينجو منه أحد، قال الله تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) سورة آل عمران الآية 185.
وقال سبحانه ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) سورة العنكبوت الآية 57 .
وقال أيضاً (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (35) سورة الأنبياء .
وقال تعالى مخاطباً نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) سورة الزمر الآية 30.
وقال تعالى ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) سورة السجدة الآية 11.
وبين سبحانه أنه لا فرار ولا مهرب من الموت قال سبحانه و تعالى ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) سورة النساء جزء من الآية 78 .
- على من حلت به مصيبة الموت أن يصبر الصبر الجميل :
وينبغي على من حلت به مصيبة الموت أن يصبر الصبر الجميل فإن فعل واحتسب فله الأجر العظيم ، يقول الله تعالى (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) سورة البقرة الآيات 155 - 157 ،
وقال تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)سورة الزمر الآية 10.
- الصبر يكون عند الصدمة الأولى :
ويكون الصبر عند نزول المصيبة ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر
فقال: اتقي الله واصبري فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه. قال: فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم.
قال فأخذها مثل الموت قال: فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين فقالت لم أعرفك، فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
وخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه الا الجنة).