1- المرحلة الأولى : وجوب قيام ثلث الليل كحد أدنى :
ففي سورة المزمل نجد قول الحق سبحانه و تعالى
"يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)"
و هذه السورة مكية بلا خلاف بل من أوائل السور نزولا
ففي هذه الآية أوجب الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين قيام الليل ، و في نفس السورة يتبين من قوله تعالى
"إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ"
أن قيام الليل كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته
وأن أدنى مدة لقيام الليل هي ثلثه
وأن قيام الليل كان يصل إلى النصف والثلثين
ثم نسخ ذلك بختام هذه الآية واستمر ذلك لمدة عام ثم نسخ هذا الحكم وأصبح قيام الليل مستحبا للمؤمنين
وبقي واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم -وهو ما يؤكد فرض الصلاة في مبدأ البعثة
حيث كانت صلاة قيام الليل واجبة على المؤمنين في مبدأ البعثة وهذا أسلوب تربوي ربى الله عز وجل به الصحابة رضي الله عنهم
فمن قام ثلث الليل أو نصفه يناجي ربه لا يمكن أن يعصي له أمرا بعد ذلك
وقد خرج مسلم في صحيحه أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
سئلت عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ أَلَسْتَ تَقْرَأُ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُلْتُ بَلَى
قَالَتْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ
فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا وَأَمْسَكَ اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فِي السَّمَاءِ
حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ التَّخْفِيفَ فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ .."[1]
[1] ( مسلم - كتاب صلاة المسافرين و قصرها - باب جامع صلاة الليل و من نام عنه أو مرض – ح