غسل الجنب إذا أراد أن يعود
لحديث أبي رافع مولى الرسول
الذي خرجه أبو داود في سننه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى عَنْ أَبِي رَافِعٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى نِسَائِهِ يَغْتَسِلُ عِنْدَ هَذِهِ وَعِنْدَ هَذِهِ
قَالَ قُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَجْعَلُهُ غُسْلًا وَاحِدًا قَالَ هَذَا أَزْكَى وَأَطْيَبُ وَأَطْهَرُ
ولا يوجد تعارض بين حديث أبي رافع السابق وبين َحَدِيثُ أَنَسٍ بن مالك
الذي خرجه البخاري في صحيحه عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ
قَالَ قُلْتُ لِأَنَسٍ أَوَ كَانَ يُطِيقُهُ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ تِسْعُ نِسْوَةٍ
فحديث أبي رافع يدل على استحباب الغسل قبل المعاودة ولا يدل بلا خلاف على وجوب الغسل لكل مرة
و ليس بينه وبين حديث أنس اختلاف ، حيث كان النبي يفعل هذا تارة وذلك تارة أخرى
وقد فعل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأمرين في وقتين مختلفين
فمرة اغتسل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند كل جماع لكونه أزكى وأطهر وهذا هو الأفضل والأولى
ومرة ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الغسل عند كل مجامعة بيانا للجواز وتخفيفاً على الأمة