حد علم التوحيد باعتباره اللقبي
الطور الأخير لهذا الاصطلاح وهو طور الاستقلال وصيرورته لقبا على فن مخصوص،
وهو "علم التوحيد"، ويعرف بهذا الاعتبار على أنه: "العلم الذي يبحث عما يجب لله من صفاته الجلال والكمال
وما يستحيل عليه من كل ما لا يليق به، وما يجوز من الأفعال، وعما يجب للرسل والأنبياء، وما يستحيل عليهم، وما يجوز في حقهم،
وما يتصل بذلك من الإيمان بالكتب المنزلة، والملائكة الأطهار، ويوم البعث والجزاء والقدر والقضاء
وقد يقال اختصارًا هو: "العلم بالأحكام الشرعية العقدية المكتسب من الأدلة اليقينية، ورد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية
وهذا التعريف يرجع إلى اعتبار هذا العلم ملكة يتمكن معها صاحبها من إيراد الحجج على العقائد، ودفع الشبهه عنها
.
ويرد على هذا التعريف أن أحاديث الآحاد مما يحتج به في العقائد والأحكام سواء، فلو قيل "بالأدلة المرضية" لتشمل الأدلة اليقينية والظنية لكان أولى
كما يعرف أن يعرف باعتبار موضوعه، فيقال: "علم التوحيد: هو العلم الذي يبحث في الله وما يجب له وما يجوز وما يمتنع، وهذا يشمل الأنواع الثلاثة
من التوحيد: الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات
ويلاحظ من جملة التعاريف السابقة أن علم التوحيد بمعناه اللقبي يقوم على دعامتين
الأولى: التصديق بجملة من العقائد المتعلقة بالله تعالى، وملائكته، ورسله، وكتبه، واليوم الآخر، وبالقضاء وبالقدر
الثانية: القدرة التامة على إثبات تلك العقائد المنسوبة إلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يإيراد الحجج الباهرة، ودفع الشبه الباهتة
__________
مذكرة في علم التوحيد للشيخ عبد الرزاق عفيفي ص 5، 6
2 المدخل لدارسة العقيدة الإسلامية للبريكان ص9.
3 أشرطة شرح السفارينية للشيخ ابن عثيمين، وقد طبع مؤخرًا بتحقيق وعناية إسلام منصور بدار البصيرة بالأسكندرية